مسلم؟ أم متأسلم؟ أم اسلامى؟؟؟؟

مسلم؟ أم متأسلم؟ أم اسلامى؟؟؟؟

فى القران و السنة, الاسلام يأتى فى صورة اسم و ليس صفة

بمعنى أنه أقول أنا مسلمة و لا أقول أنا اسلامية – و نقول دين الاسلام و ليس الدين الاسلامى – و نقول نحن مسلمون و لا نقول نحن اسلاميين – نقول فقه العبادات أو فقه المعاملات و لا نقول الفقه الاسلامى أو الشريعة الاسلامية

هذا المعنى خطير جدا جدا – لانه معناه أن الاسلام هوية و ليست صفة تصبغ على شخص أو حزب أو مجموعة – هذا يعنى أن مفاهيم التيار الاسلامى و الحزب الاسلامى و مجموعة الاسلاميين و الشخص المتأسلم و الدولة الاسلامية والدستور الاسلامى كلها بدع ما أنزل الله من سلطان – و لو فكرنا قليلا سنعرف فعلا سخف هذه الافكار:

أولا: الاسلام عقيدة يعتنقها الانسان فتؤثر على تصرفاته – فكيف تكون المفاهيم و التعريفات مسلمة و هى ليست بشرا؟ الدولة مجموعة مؤسسات و نظم عمل كيف تعتنق الاسلام؟ هل المؤسسات ستقوم بأعمال و تصرفات مبنية على الاسلام؟ و هل ستحاسب شأنها شأن الانسان؟ الدستور مجموعة قوانين مكتوبة فى أوراق أو ملف الكترونى أو على ويب سايت – كيف يعتنق الدستور الاسلام؟ هل سنجد الويب سايت يذهب الى المسجد و يقرأ القران أو سنجد الدستور سايت يلبس حجابا أو جلبابا؟

ثانيا: اصباغ صفة الاسلام أساسا على اى شىء يعنى أننا وضعنا أنفسنا فى مقام الله عز و جل – لاننا لو قلنا أن هذه المجموعة من الناس اسلامية فهل هذا يعنى أنهم يمثلون الاسلام؟ و هل هذا يعنى أن كل ما يفعلوه مطابق للاسلام؟ اذا كانت الاجابة نعم فنحن ننصب أنفسنا الهة تطلع على قلوب الناس و تقيمهم – و اذا كانت لا انتفت صفة الاسلامى لعدم المطابقة

أنا مسلم و أنت مسلم – نحن أمام الله سواء لا يميزنا الا التقوى التى لا يعلمها الا الله – أنا مسلمة معناها أن أسلم نفسى لله و ماليش دعوة بحد و لا حد له دعوة بى- أخطئ أو أصيب فهم بينى و بينه – أنت مسلم معناها أن تسلم نفسك لله و مالكش دعوة بحد و ماحدش له دعوة بك- تخطئ أو تصيب فهو بينك و بين الله – لو حاولت أنا أن أتحكم فيك أو أفرض عليك شيئا سواء كان الدين أو أى شىء فأنا أسرق منك هوية الاسلام لانى وضعت نفسى بينك و بين الله!!

يقول الله (و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون) ليس ليقيمون الاخرين و ليس ليدافعوا عن الاسلام و ليس ليقيموا دولا اسلامية – فقط نعبد الله – و يا له من شرف و يا لها من سعادة يفتقدها من شغل نفسه بالاخرين

من يجد فى نفسه الرغبة فى مشاركة الاخرين فيما أنعم الله عليه من شرف العبودية فليكن قدوة صالحة فى نفسه و ليكن مسلما يحسن اسلامه – و من يجد فى نفسه الرغبة فيما هو أكثر فليدخل فى مجال الدعوة – يتعلم التعليم المؤهل لهذا ثم يمارس الدعوة فى مجالاتها المتاحة

ما يفعلونه من اقامة دولا اسلامية و دساتير اسلامية لا علاقة له بالدعوة – لان الدعوة معناها أن أعرض عليك شيئا – أقول لك مميزاته – و لك الحق فى الموافقة أو الرفض – و يعتمد الامر طبعا على قدرتى فى الاقناع – أما أن أفرض عليك هذا الشىء فهذا اختطاف و ليس دعوة!!

اللهم اجعلنا مسلمين لك عبيدا لجلالك – و أمتنا مسلمين – و ابعثنا مسلمين

منال علام

Posted on 11 جانفي 2013, in البيجامة البمبي and tagged , , , , , , , . Bookmark the permalink. 4 تعليقات.

  1. لا أتفق مع الزميلة والأخت العزيزة (منال علام) في طرحها .. وأعتبره حارج سياق فهمي الخاص للمصطلحات، ودين الاسلام هو نظام حكم شامل يتدخل في تشكيل المجتمعات والتشريعات الخاصة به، ويتدخل في الحريات العامة والخاصة، وهو منظومة شاملة من شاء اخذ بها كلها ومن شاء لم يؤمن .. والله أعلى وأعلم

  2. المقصود من هذا المقال أن الاسلام هو ما نزل من عند الله – و هو القران ثم ما وضحه المتواتر من سنة الرسول عليه الصلاة و السلام – و هذا هو ما قال عنه (أكملت لكم دينكم) عند وفاة الرسول

    و هذا يعنى أن جل ما يحتاجه الانسان لكى يعيش بالاسلام هو العقيدة و الثابت من التكاليف التى فى القران و السنة – اذا حسنت العقيدة و الثابت من التكاليف اذن يستطيع الانسان أن يعيش يالاسلام فى كل مجالات الحياة

    فيما عدا ذلك فهى محاولات بشرية لكى نطبق الاسلام فى حياتنا – طالما أنها بشرية اذن لا يليق أن نطلق عليها اسلامية – لانها أصلا مختلفة فيما بين المذاهب و طبعا تخضع للخطأ البشرى – نظام الحكم و التشريعات تشكيل المجتمع و كل ما ذكرته و زيادة عليه تفسير القران و تجميع السنة و علوم الفقه و فروعها المختلفة هى اجتهادات بشرية – طبعا مصدرها علماء متخصصون – و لكن لا يليق أن نقول عنها أنها الاسلام – هى رؤى مختلفة لتطبيق الاسلام

    تشكيل المجتمع و الحريات تختلف اختلافا جذريا فى رؤية الامام محمد عبده و رفاعة الطهطاوى عن رؤية محمد بن عبد الوهاب تختلف عما جاء فى كتابات ابن رشد- كل رؤية جاءت فى زمن معين و انبثقت من ظروف معينة – و لكن كله صحيح و هذا من رحمة الله – لا يصح أن نقول عن واحد منه أنه الاسلام و لا يصح أن نقول عن الاخر أنه خاطئ

    الاسلام هو القران و المتواتر من السنة – يعنى العقيدة و الثابت من التكاليف – و هذا ما يبنى الانسان السوى الذى هو اساس المجتمع السوى و العالم الفاضل – بعد هذا – فلينطلق الانسان و يعيش – و لن يضل أبدا مهما كانت الرؤية التى يتبعا
    أتمنى أن أكون قد أوضحت المقصود – و شكرا على التعليق

  3. من فضلك الرجوع للقرآن وتفاسيره ، وأقوال السلف الصالح، وفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، الاسلام دين شامل كامل .. ومصطلح إسلامي خرج عندما فرضت العلمانية بأيدي “مسلمين” ولم ينكر من ذكرت سالفا تطبيق الشريعة والدين في نظام الحكم مع اختلاف تصوراتهم فهم تحت مظلة التصور الاسلامي ومحاولة مساواة التجارب الانسانية “الغير مسلمة والغير متشرعة بدين الله” مع دين الله .. هو مساواة كفر بإسلام ..
    نعم تطبيق الاسلام انساني بشري، ولكن القاعدة الأيديولوجية والعقدية واحدة ثابتة لا تقبل التجزءة …

  4. أعتقد أننا غير مختلفين – لاننا موافقون على أن القاعدة الايديولوجية واحدة و العقيدة واحدة

    اختلافنا فى نقط معينة (و قد ننتهى لعدم الاختلاف):

    شمول الاسلام ليس فى الفقه و لا التفاسير و لا اى كتابات و لا مؤلفات – شموله فى أن أيديولوجية عقيدة العبودية لله و التحرر فيما عداه و حرية الاختيار و ما يتبعه من ثواب و عقاب – كا هذا يبنى الانسان السوى ذى الفطرة السليمة – وهذا الانسان السوى قادر على انشاء علوم التفسير و الفقه و ايجاد رؤى مختلفة للتطبيق و التشريعات و الفتاوى

    سنختلف عند رجوعنا لهذه الرؤى (ما عدا العقيدة و الثابت من التكاليف) – فمثلا محمد بن عبد الوهاب يرى أن ولى الامر مطاع و الخروج عليه فى أضيق الحدود و من أنصار تضييق الحريات و يرى أن السلطة الدينية يجب أن تكون جزء من السلطة – محمد عبده يرى أن الوالى هو موظف فى الدولة و اذا اتفقت الامة على فساده يجوز عزله و هو من أنصار الحرية الفردية الا ما يؤدى الى الكبائر و الافساد فى الارض و يرى أن السلطة الدينية يجب أن تكون على الحياد ما بين الحاكم و الشعب

    رؤى مختلفة – محمد عبده جاء فى وقت عاد الناس فيه لعبادة القبور فكانت طريقته ضرورية – محمد عبده جاء فى فترة تحررت مصر من الاحتلال الانجليزى و كان المناخ العام يرى أن الغرب قوى بدليل أنه احتل دولا عربية مثيرة – اذن لا بد أن لديه نقاط قوة لا مانع من أن ندرسها و أن نطبق ما نرى أنه يناسبنا

    أنا من أبناء المدرسة التى تقول أنه ليس كل ما فى الغرب فاسد و أنه لا ضرر من أن نحاول – لن نضل أبدا اذا كان الله فى قلوبنا – و سنضل كل الضلال فيما عدا ذلك

أضف تعليق