أرشيف المدونة

البيجامة: المؤامرة والتمكين

لو اعتبرنا أن المؤامرة هي عزل الرئيس عن الاخوان، وعزل الاخوان عن الظهير الشعبي بالهائهم في قضايا جانبية، فمن الممكن قول أن الاخوان في كل مرة يستدرجون للوقوع في الفخ .. وفي كل مرة القوى الوطنية المخلصة تعذرهم في آخر لحظة وبلطف الله ينجو الجميع …

لماذا لا يعتبر الاخوان ويمسكون زمام المبادرة ؟؟.. أتمنى أن تتحول الثورة للفاعل وليس المفعول به .. ولذلك تم انتخاب مرسي من الأساس..

وللأسف من موقع السلطة هذه المرة يجب أن يكون تحرك الاخوان ورئيسهم سابقا للحراك الشعبي .. هذا هو المكان الطبيعي في موقع القيادة .. السبق وتحريك الواقع للتغيير ..
نحن لسنا في محمد محمود ولا في مجلس الوزراء حتى يكون هناك رفاهية خيار الوقوف بالخلف واختيار المعركة وقطف ثمار الحراك الشعبي .. فالحراك الشعبي المرة القادمة سيكون ضد الاخوان والرئيس مرسي غالبا ..

وليس هذا تهديدا .. بل هو نبض الشارع الحقيقي الذي صار ساخطا على الآداء المزري والمتباطئ للنظام الجديد الذي وعد بتحقيق آهداف الثورة ..

أخشى ما أخشاه ان تكون المؤامرة هي إلهاء الشعب في صراع مفتعل بين قطبين دائمي الصراع “الاخوان – الفلول(والقوى العلمانية)”، على غرار الصراع الأمريكي “الحمار والفيل” حتى لا يكون هناك مكان لطاقة الشباب التي فجرت الثورة كي تقود وسط توجيه الاعلام والمال السياسي لتسويق الصراع دائما في هذه الدائرة .. تحت ثنائيات الاستقطاب “الاسلامي – العلماني” أو “النظام الجديد – الدولة العميقة” …

لو لم تنتبه قيادات الاخوان والرئيس مرسي لذلك .. فهم شركاء في المؤامرة وعليهم التوضيح والبيان والحوار مع الشعب الذي وكلهم لهذا الأمر ..

ولن تتوقف بأي حال من الأحوال مكائد القوى المناهضة للثورة، وستظل تتربص للفئة التي تتصدر تحقيق طلباتها، وتمكر بهم ليسقطوهم، وهذه من سنن الحياة، ومن سنن اقامة الحق أن يتصدى للباطل، ويجتثه من مكانه ويتمكن منه، لا أن يتوائم معه ويتركه ينتشر في رعاية صاحب حق ضعيف لا يتحرك لنصرة قضيته، فلنعتبر يا أولى الألباب ..

والله من وراء القصد ..

البيجامة: عن أحداث ماسبيرو يوم 9 أكتوبر أتكلم

ما حدث في الأيام السابقة إعادة استخدام نفس الملف الذي كان يستخدمه النظام السابق لدق مسامير جديدة في نعشه من جهة، وللتلاعب بالعقلية الطائفية التي نجح في زرعها في المجتمع من خلال 40 سنة من تفريق الصف المجتمعي، وتحويله إلى فصائل وعشائر مختلفة، وتم استخدام هذه العقلية وهذه الإشكالية من خلال إعلام لم يغير أساليبه ووسائله لتفسير الحدث، ونزعه من إطاره الوطني، وكان ضياع الأرواح المصرية الطاهرة برصاصات غادرة، هي ثمن تأخير تنفيذ العدالة، والتلاعب بالمصريين من خلال استخدام البطش المفرط في مواجهة فصيل لا يتعاطف مع مطالبه الكثيرون، في تمهيد لوقيعة وتمزيق للصف الوطني، وتبرير لاستمرار الطوارئ، واستخدام العنف، واستمرار العسكر في الحكم، وتأجيل لإنجاز مطالب الثورة العادلة، سواءا كان المستفيد المجلس العسكري، أو أصابع خارجية أو خائفين من الديموقراطية، أوفلول كما يحب أن يسميهم البعض

التفسير الطائفي:

من الواقع المصري، أرى أن العقلية الطائفية مزروعة في فكر وأذهان المجتمع المصري، نتيجة لواقع عشناه منذ أربعين عاما يفتت المجتمع المدني المصري لعشائر، ومجتمعات بديلة
قراءة الأحداث من منظور طائفي يرجع للتركيبة الفكرية للقارئ، أو المحلل، وليس لواقع الحدث
في نظري ومن واقع خبرتي في متابعة الأحداث الطائفية، واقع الحدث: أنها عدالة متأخرة، وأيدي مرتعشة تقوم بأمر البلاد، ومصريون يستباح دماؤهم لحماية فئات ومصالح بعينها
واقع الحدث، أن استغلال موقف أن المستضعف والضحية شعبيته منخفضة واختير الموقف بعناية كي يظهر في دور الارهابي، وخاصة مع وجود ما يدينه بداءة من التسجيلات والتصريحات الغير مسئولة، وكذلك تم اختيار المعتدى عليه من الطرف الآخر من الجنود الأبرياء الذين يستخدمهم الجنرالات كبيادق للتضحية
حماية المنشآت، وحماية المظاهرات، وتأمين المتظاهرين، وتأمين الشوارع والميادين، والخطة الأمنية كلها من مسئولية الداخلية والقائم على الحكم (المجلس العسكري) وتحقيق العدالة الناجزة، مسئولية السلطة التنفيذية بمعاونة القضاء المصري
ولذلك حتى لو كانت المؤامرة خارجية وداخلية، فإن المسئول عن حدوثها هو المجلس العسكري
ولذلك أرى أن يتحرر الناس من التفسير الطائفي للأحداث، وينظروا لها بمنظور قيمي مجرد من الأهواء والأحكام الاستباقية

أما عن التفسير من منطلق نظرية المؤامرة فإن هناك عدة زوايا:

1-       أن يكون المتآمر الكنيسة، وذلك الأقرب للهجة الإعلام المصري وكثير من خصوم الكنيسة المصرية:

المكاسب: حماية دولية، تأجيل انتخابات من المرجح فوز إسلاميين فيها، منع تطبيق قانون دور العبادة الموحد، استقلالية الكنيسة عن سياسات الدولة، تعزيز روح الاستشهاد، واستعادة قطاع كبير من أبنائها لتعزيز موقفها السياسي الداخلي بعد اندماجهم في الحياة المصرية

الخسائر: وفاة أكثر من 15 شاب من زهور شبابها الفاعلين، وإصابة أكثر من مائة، وخسارة تعاطف الشارع المصري معها، الدخول في معركة خاسرة بداءة، زعزعة ثقة أتباعها في قيادتها، انفصالها عن باقي القوى المسيحية

تعليقي: تفسير يعتمد على رصيد بثه النظام السابق لمدة تزيد عن 40 عاما، ولا أعتقد أن تجترئ قيادات الكنيسة على إخراج نسائها وأطفالها في معركة كتلك، لو كانت رجال فقط كنت من الممكن أن أصدق هذه القصة

2-       أن يكون المتآمر المجلس العسكري، وذلك أقرب للهجة وتفسيرات القوى الثورية:

المكاسب: حبك مؤامرة داخلية وخارجية للبقاء في الحكم، تشتيت أذهان الناس عن مطالب يوم 9/9، و30/9، ومطالب اجتماع المرشحين للرئاسة بتواريخ الانتقال السلمي للسلطة، إتباع سياسية النظام السابق في تفتيت القوى الثورية، تطبيق أحكام مشددة، ومد قانون الطوارئ، واحتمالية فرض أحكام عرفية في حالة عودة الحالة الثورية، والتراخي في تطبيق قانون العزل السياسي

الخسائر: 5 جنود، و بضع وثمانون مصاب، المشهد العالمي المحرج (مع وجود غطاء أمريكي وصهيوني لتبرير الأفعال)
تعليقي: وارد جدا، والأقرب إلى ظني، وسيتضح حقيقة ذلك بردود الأفعال القادمة من المجلس العسكري، كرد فعل على وثيقة اجتماع مرشحي الرئاسة، وضبط الحالة الأمنية، وإدارة عملية الانتخابات
فالمشهد أشبه بمشهد حادث المنشية، مع فارق الضحية، والمعتدي، والمعتدى عليه

3- أن يكون المتآمر أيدي داخلية وخارجية تابعة للسي آي إيه، والموساد، وذلك أقرب للهجة من يروج لنظرية المؤامرة:

المكاسب: تأجيل التحول الديمقراطي، وأن تكون مصر دولة مستقلة بشعبها وقوية، وإرباك مصر وإنهاكها في صراع طائفي حتى لا تفيق على ما يحدث في فلسطين على أيدي الإسرائيليين، وأحداث الحدود، وغيرها من الأحداث الاقليمية والدولية، وإجهاض فكرة الثورات العربية، والربيع العربي

الخسائر: بعض الأموال التي يتم إنفاقها لتحقيق مصالح أكبر

تعليقي: وارد جدا، وأرى أن هناك في كل فصيل في مصر من يعمل لصالحهم، ولكن هم لا ينجزون الأعمال إلا من خلال مصريين في آخر الأمر، فعلينا تنقية الداخل، والاهتمام بدواخلنا وذواتنا قبل لوم الآخرين على تحقيق مؤامراتهم علينا بأيدينا

حقيقة الأمر لخصها ألبرت أينشتياين فقال: “العالم لا يتم تدميره من الأشرار، ولكن من هؤلاء الذين يشاهدونهم ولا يفعلون شيئا”

نصيحة عامة:

الانتقائية في الأفعال وإطلاق الأحكام، وعدم تغليب القيم على العواطف، خطأ يقع فيه معظم المصريين، ولم يسلم منها المتدينين
عندما يتعرض من تحب لسوء، يتم الدفاع عنهم بكل الوسائل، وإظهارهم بصورة ملائكية، وتطهيرهم من المعايب، وكانهم لا يتحملون أي جزء من الخطأ أو السوء الذي ألم بهم، ولو ثبت بالدليل أنهم مخطؤون، ويتم شيطنة من عرضهم لسوء
وعندما يتعرض من لا تحب، أو من تعادي، لسوء ما، يتم إلقاء كل اللوم عليهم، لأنهم شياطين، مختلفون، عليهم دائرة السوء، ويتم إظهار الآخر المعتدي، السبب في السوء، وكأنه حمل وديع ويتم إعطاء كل التبريرات لأفعاله
نسكت عند ظلم من نحب، أو من نخاف مواجهته
ويعلو صوتنا عندما يظلمنا من لا نحب، أو من لا نخاف مواجهته، ونرى في أنفسنا القدرة عليه
وننسى قول الله تعالى “ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى”، فالعدل في إطلاق الأحكام، والتحقق من الأخبار، وتغليب القيم والحقائق على العواطف والظنون، هو من أهم التغييرات التي يجب ان نقوم بها، كي يتحقق فينا العدل

رسالة إلى كل محرض ضد الأقباط:

نبرات التعصب وعدم إعمال العقل، والعدل عالية جدا، تحتاج إلى وقفة حاسمة

ما هو عبث فكرة : دولة شنودة، ودولة الأقباط؟ و و …؟؟؟ هذا فكر أقل ما يقال عنه انه عبثي، لا يقع فيه سذج
كل ما يريده الأقباط في مصر هو تحقيق العدالة الناجزة، وضمانات للعيش المشترك، وألا يتسبب المتشددين في إقصائهم من الحياة العامة في بلدهم مصر

ويجب على الأغلبية الوطنية أن تحتويهم وتطمئنهم لا أن تروعهم، ومن يدعو لإقامة شرع الله فإن الله يأمر أن لا نواليهم في إقامة شرعه، نعم، .. فهم ليسوا حلفائنا لذلك، ولن تستقيم حتى فكرة الاعتماد عليهم سياسيا في إقامة هذه الفكرة، ولذلك لا يضر عدم إعجابهم لذلك، ومفاصلة العقيدة واضحة ولا جدال فيها، أما واجبنا في إعطاء ضمانات العيش المشترك فهو دين، وإحسان معاملتهم وتقديمهم في الوفاء بالحقوق، قبل المطالبة بالواجبات فهو من أصل الشريعة، فالمساواة والأفضلية في الشريعة لمن يستوي ويتقي ومن يلتزم بقوانين الدولة وقواعد المواطنة

ويجب علينا أن نفصل بين المقولات الاندفاعية التي قامت بعض المواقع برصدها، وترويجها، وكذلك ردة الفعل التي هجم بها بعض الشباب على الجنود الذين كانوا يقودون المدرعات التي دهست أصحابهم، وخاصة بعد مقتل الكثير منهم بالرصاص، والدهس، فرد الفعل لا يتساوى مع الفعل، وكذلك يجب أن نعلم أن تسارع الأحداث والضغط المتسارع الذي نمر به جميعا يجب ان نعذر فيه حماقة البعض في تعبيرهم عن غضبهم وقلقهم، وأن نأخذ بأيديهم نحو الخير والقبول في الجماعة الوطنية، ويجب احتواء قلقهم ومشاكلهم، وإعطاء أولوية لها…

يكفي شيطنة للآخر ونشرا للفتنة، فالجماعة الوطنية هي الباقية، والنظم جميعها إلى فناء…  وبقدر قدرتنا على لم نسيج الوطن سيولي الله علينا من يحقق آمالنا وطموحنا، ويعينه علينا، ويعيننا عليه….