أرشيف المدونة

البيجامة: موقفي من الكنيسة الأرثودوكسية المصرية في الأحداث الراهنة

أصدقائي يلومونني على تشددي في الهجوم هذه الأيام على الكنيسة .. على غير عادتي وأنني كنت من مؤسسي مبادرة تعايش “عيش وملح”

negative_ar

– حقيقة .. المبادرة كانت مهمة، ولا زالت، ولكنها لا تصلح أن تدار من طرف واحد، لو هناك جدية من الطرف الآخر في استكمال المشوار سويا فأهلا وسهلا الوطن واحد والمصلحة واحدة، وبصراحة لن أتأخر يوما في الرجوع إلى مسار الحوار والعمل على القواسم المشتركة للنهضة بالوطن … ولكن لن أظل طوال الوقت الجانب الذي مطالب أن يبرر ويقدم الأعذار ويحسس ويطبطب .. يجب أن تكون العلاقة متكافأة.
– قبل الثورة كان الظاهر أن المسيحيين في مصر قلة مضطهدة، وأن الشعب، بجانب النظام، يمارس ألوان من التمييز الطائفي ضد المسيحيين في مصر، وذلك للجهل بالآخر، والأساس هو البعد عن القيم الدينية السمحة، وفهم البر بمنظور إسلامي معاصر، وتطبيقه على أرض الواقع.
– على النقيض كان الاسلاميون في مصر يصورهم النظام أنهم العدو الطبيعي للكنيسة، فيدبر لتفجيرات للكنائس، وأحداث للفتنة الطائفية ويلصق ذلك كله بالإسلاميين، بينما كان الإسلاميون مضطهدين من ذات النظام، وكان النظام يتعمد سياسة فرق تسد.
– كانت مهمة عيش وملح هي التعريف بالآخر، وزرع قيم المواطنة بين الطرفين، والتوعية والعمل على نشر القيم المصرية المشتركة، وتوضيح أن المنظومة القيمية الدينية واحدة لأنها من منبع واحد “البر كما في اللفظ الاسلامي = المحبة كما في اللفظ المسيحي”
– واتضح أن أصل الخلاف والفتنة هو النظام الذي يفرق بين الناس عمدا، وأن الظلم على الناحيتين سواء، ولكن الاسلاميين لو كانت لهم حماية فهي الأغلبية الطبيعية، ولم يمنع ذلك من اعتقالاتهم وتعذيبهم من زبانية النظام السابق.
– الثورة سبق إليها من مؤسسي عيش وملح الأعضاء المسيحيين قبل المسلمين، وبعد أن نجحا سويا بعد الثورة بدأ الاستقطاب الاسلامي العلماني.
– حاولت عيش وملح قبل وبعد الثورة عمل مشاريع للشراكة المجتمعية بين المسلمين والمسيخيين في مصر بعيدا عن الاستقطاب الاسلامي العلماني .. وللأسف لم ينجح احدها في الاستمرار نظرا لقبض المسيحيين أيديهم عن التعامل مع الإسلاميين (ليس عندهم مانع من التعامل مع العلمانيين من المسلمين طالما يشاركونهم في إقصاء الاسلاميين من المشهد)
– الكنيسة كونت تحالفات طبيعية مع العلمانيين ولم تفتح بابها (إلا قليلا) لبعض الاسلاميين، ولكن قرر العلمانيون في الكنيسة إنشاء كيانات ومبادرات لدعم “التيار المدني” و”التيار الثالث” وغيرها من المبادرات العلمانية الاقصائية للاسلاميين، (حضرت بعض هذه الاجتماعات ودعيت لبعضها الآخر)
– كان التالي لذلك هو الانتخابات وكان موقف الكنيسة واضحا – الكتلة المصرية ثم دعم عمر سليمان ثم دعم أحمد شفيق
– كان القليل جدا من أصدقائي المسيحيين من أعلنوا مواقفا مختلفة ومنفردة عن هذا السياق، منهم من دعم أبو الفتوح، ومنهم من دعم حمدين ومنهم من قاطع، وكذلك من اختار تحالف الثورة مستمرة، على سبيل الاستقلال، ولكن كان ذلك خارجا عن سياق الدعم الكنسي.
– وأنا أشاهد ذلك، كنت لا أمانع من تحيز أصدقائي المسيحيين، ولكنني كنت أتعجب من كم الاشاعات التي يروجونها كذبا عن التيار الاسلامي بدءا من أبو الفتوح لمحمد مرسي والاخوان، وكنت أتداخل معهم في حوارات لتوضيح ذلك.
– بعد فوز مرسي، وعمل اللجنة التأسيسية للدستور، كانت دعوته للاصطفاف الوطني، والحوار كانت تقابل بما هو معروف سلفا من مواقف الكنيسة الرسمية المعلنة والتي هي ليست سرا.
– كان على الطرف الآخر المسيحيون ممن أعرف (حتى أصحاب المواقف المغيرة للموقف الرسمي للكنيسة) يقذفون الرئيس والاخوان بما فيهم وما ليس فيهم بهدف افشالهم وإظهار أسوأ المعاني التي تفسر مواقفهم، ويلعبون دور الضحية طوال الوقت.
– جاء الأنبا تاوضروس وكان الناس يتمنون لو أنه سيساعد على رأب الصدع المجتمعي الذي أحدثه من كان قبله، ولكن ما حدث هو معروف لكل راء ومستمع في حواراته مع البي بي سي وغيرها من ممانعة صريحة للشريعة الاسلامية وانساحاب من التأسيسية، ورفض الحوار مع الرئاسة.
– مع ذلك كانت النخب العلمانية وأقباط المهجر يعملون حثيثا لتقليب الرأي العام العالمي على النظام الجديد. (البرادعي – حمزاوي – عادل حمودة – الجاليات المصرية بالخارج)
– ثم جاءت مظاهرات محاولة اسقاط مرسي، وتم الحشد الكنسي بالتوجيه المباشر، وهو شئ عرفناه جميعا ولم تخطئه عين ولا عقل
– مع ما حدث يوم الأربعاء الماضي الدامي من دماء سقطت آخر ورقات التوت من على الكنيسة المصرية وأتباعها، الواضح جدا أنهم لا يريدون جوارا حقيقيا في الوطن، وانهم يظاهرون علينا أعدائنا في الداخل والخارج بهدف اسقاط النظام.
موقفي الحالي هو:
معاداة الكنيسة المصرية الأرثودوكسية تحديدا (لأن الانجيلية لها مواقف مختلفة) ورهبانها قساوستها ونصارى مصر الأرثودوكس حتى يتضح لهم موقف حقيقي في الوطن والشرعية، ويجلسوا للحوار الوطني بلا شروط مسبقة، وينحازوا وضوحا للشرعية والقيام بواجباتهم كمواطنين مصريين قبل المطالبة بحقوقهم، فالأن هو وقت العطاء اللامشروط للوطن لبناؤه.
– على المستوى الشخصي من مينا فيليب جاد هو لتوضيح أن المهنة والمستوى الاجتماعي لا علاقة له بما يفرزه الانسان من خير وشر، قد يكون هناك أميا فقيرا وأنقى سريرة من ذلك الكذاب الذي يدعي المجتمع له البطولة (مع رفضي للعنف كحل في أي نزاع)
– أود أن أضيف نقطتين :
1- الوطن بعد الثورة لن يكون مثل ما قبل الثورة، ولكن سيكون نتاج تعاون من يتعاون على بناءه ويبذل لذلك، سيكون رصيد الأيدي العاملة وليس المتفرجة أو المعاول الهادمة.
2- أن هناك من بعض العقلاء من يحب الحوار، ولكن لا يوجد من يتوافق أو يتعاون .. ولأنني أحب الحركة والتعاون البناء ولا وقت لدي للحوارات (فقط) فقد اخترت الانحياز لمن يريد بناء الوطن وأهلا ومرحبا بأي شخص مع انتماءاته المختلفة أن يتعاون معنا .. نحن نحارب المخدرات ونعلم الناس أسس الحوار والمواطنة، ونعمل على ملف العشوائيات، وتنمية الوعي المجتمعي.
لا زالت مصر تسع الجميع ..
ولا زالت نظرتي هي أن الإسلاميين وهم في السلطة المعرضون لأكبر عملية اقصاء مجتمعي يقوده العلمانيون والكنيسة وأذناب النظام السابق .. حتى انهم لا يمانعون الدم والحرب الأهلية لاسقاط شرعيتهم ..
ولهؤلاء أقول .. اعملوا إننا عاملون .. وانتظروا إننا منتظرون ..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
=================================
المواقف المكتوبة على الفيس بوك:
ما كتبته يوم 11 ديسمبر 2012
المشكلة أن النصارى فاكريننا هبل .. لما بيقولوا أن القساوسة والرهيان لا يوجهونهم سياسيا .. ويحلفوا على ذلك يكونوا على العموم صادقين .. لأن قليل جدا أن تجد واحد قسيس أو كاهن بيتكلم في السياسة وبيحشد الناس .. (كفلوباتير جميل)

ولكن .. (حد تحتها مائة خط)

توجيه المسيحيين سياسيا يأتي من إطلاق يد تشطاء سياسيين من العلمانيين في الكنيسة .. كلهم في الأحزاب العلمانية في مصر .. والتنسيق بين الكنيسة والمجتمع

المدني الغير مسيحي بيتم من خلالهم ..
والتوجيه الآخر يتم من خلال الندوات الموجهة التي يطلق فيها يد العلمانيين للحديث مع شعب الكنيسة .. ويكون الاختيار بعناية، ويتم اقصاء الاسلاميين وفتح أي فرصة للتعامل معهم ..

وبهذا لا يحتاج أحد أن يثبت أن القساوسة والرهبان يتكلمون في السياسة.. أو يوجهون أحدا سياسيا من داخل الكنيسة ..

ومن ثم ينزل القسيس والراهب ليدلي بصوته في الانتخابات …

وبين صمتهم وصوتهم ..

يتمزق الوطن ..

_____________________
يوم 11 ديسمبر 2012
تخيلوا أن النصارى لا يحشدون في الكنائس ؟
____________________
يوم 10 ديسمبر
شاركت هذه المقالة على الفيس بوك لصديقي أحمد أسامة (نداء إلى قيادات الكنيسة المصرية)
___________________________
يوم 10 ديسمبر (عن مينا فيليب جاد)
الثائر السو كيوت .. يوم 18 نوفمبر .. مينا فيليب جاد .. المدير في شركة أورانج ..
__________________
يوم 8 ديسمبر 2012
مينا فيليب المهندس المدير في الشركة العالمية أورانج يهدد بحرب أهلية يوم 22 نوفمبر ..

والسؤال ثانية … ماذا كان يفعل في الصفوف الأولى؟؟

مات الكلام

_____________________
شهادة نقلتها من يوم 6 ديسمبر 2012
شهادة من صديقي طارق إسماعيل عن ملابسات أسر مينا ميلاد المهندس العامل في أورانج ..

كان في الوسط في مبادرة لفض الاشتباك .. وعندما حدث انهيار مؤقت في جانب المعارضين المعتدين .. وتحرك المؤيدون لكسب أرض، كان مينا في الصفوف الأولى للمعارضة في المعركة “لم يكن معه سلاح، ولكن ممكن أن يكون كان يقذف طوبا” .. ولكنه تأخر في الركض فادركته أيدي المؤيدين …

كان الغضب شديدا لأن هذا تزامن مع وفاة المهندس محمد
ممدوح الحسيني رحمه الله بطلق ناري.. فعندما أدركته الأيادي سحبته من ملابسه فتمزقت أثناء السحب .. وكان يحجز عليه 5 من مبادرة التهدئة ولم ينجحوا في تخليصه من المؤيدين الغاضبين ..

طلبت من صديقي طارق أن يذهب إلى النيابة ليدلي بشهادته هو وأحد من كان معه في مبادرة التهدئة ..

ولا زلت أتسائل .. هو ايه اللي وداه هناك في الصفوف الأولى إلا أن يكون متجاسرا لمواجهة المؤيدين .. وداعما للمواجهة (لاحظوا مواضع الدفاع والهجوم)..

لعن الله الفتنة والمفتونين .. ومن يريد أن يسخر غضب الناس ومخاوفهم لاحراق الوطن