أرشيف المدونة

البيجامة: “رجل كورك على ضلع”

 

في وصف رسولنا الكريم “ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع” ..

تشبيه بليغ جدا .. وأراه ينطبق حقيقة على حالة محمد مرسي والله تعالى أعلى وأعلم … ولم أرها في غيره على مر التاريخ ..

حيث أن الورك لا يركب على الضلع … وإذا حاول ورك أن يقود الجسد بعد وضعه مكان الكتف يحمي الضلع القلب ولا ينقاد الجسد بسهولة …
الورك قوي وطيب ، بل هو أقوى من الكتف وأشد وأحلى طعما .. ولكنه يعكس اتجاه الجسد إذا ركب مكانه .. فيقف الجسد بلا حراك ..
وكذلك في وصف الضلع فهو إذا حاول أحد تقويمه “انكسر” ..

“مرسي” كالورك فعلا .. قوي وطيب .. ويريد بالفعل قيادة البلد عكس الاتجاه .. حيث أنها كانت تسقط في اتجاه الإلحاد الكامل وهو يحاول أن يوقف ذلك .. وغاية نجاحه في هذا الوضع أن يحافظ على تماسكها وايقاف انحدارها وهي تسقط .. وبعنف .. واصطلاح الناس عليه كأول من تولى أمر للمسلمين وتم اختياره والتصالح عليه منهم، ومن أكبر حركة إسلامية متوغلة ومؤثرة في جميع دول العالم، في أكبر دولة إسلامية عربية مركزية في العالم الإسلامي ..

و”الدولة” التي تسلمها مرسي كالضلع .. تحمي نفسها وقلبها منه .. فلا تمكنه من ادارتها جيدا .. وهو لا يستطيع أن يستخدم القوة معها لتقويمها .. لأنه اذا استخدم العنف .. سقطت الدولة وانكسرت، وهذه غاية عند أعداؤه وأعداء الدولة أن تنكسر تماما .. وإذا أسمينا ذلك فشلا منه فهو تحميل فرد أكثر مما يحتمل .. فالمفترض أنه وراؤه ثورة وشعب يريد الاصلاح .. ولكن أمامه جبل من الفساد ودولة عاصية لا تريد التغيير والانقياد ..

وذكري لذلك أنني أعتقد أن الحقيقة أن نتعلم أصول أسباب الفتن من ضوء فهمنا لأصول ديننا ..
عندما بدأ الاستقطاب كانت هناك مراحل ما من الممكن أن يتوقف عندها ونجن لم نستطع وقفه … وعندما تولى مرسي .. حاول أن يدمل جراح الأمة وتجميع الناس وشاء من شاء وأبى من أبى .. وربنا الذي حفظ هذه الثورة وجعل لها مسارا هو أعلم به أراد أن نكون في هذه الحالة .. من أعمالنا … فما أصابنا من سيئة فهو من أنفسنا .. ولكن آل الحال لهرج ومرج واستقطاب …

أي حلول آنية يفكر فيها أي مخلص لتصل إلى الرئاسة لتنفيذها ويعمل فيها المجتمع المدني .. ستجد حقيقة واحدة أن كل حل لن يزيد إلا حالة الاستقطاب … فلا يزداد الذين آمنوا ويريدون الخير للوطن والبلاد والعباد إلا إيمانا وترابطا وتماسكا .. ولن يزيد المنافقين إلا كشفا …

وليس معنى ذلك أن لا نكمل المحاولات .. بل نحاول ونجد باخلاص سعيا لرفع الكرب عن الأمة والدفع بما فيه صالح العباد والبلاد من حفظ للدين والأنفس والأموال والأعراض والعقول ومن اقامة شرع الله .. الحق .. العدل .. ونجاتنا في وحدتنا وتماسكنا وتمسكنا بالحق .. وقياسنا كل شئ عليه .. والدعوة إلى الله حتى تزيد فئة المؤمنين .. والاستمساك بشرع الله في سرنا وعلانيتنا .. ووسائلنا وغاياتنا .. وأن نزيد من شوكة المؤمنين .. عسى الله أن يهزم أعداء الدين ..

وللأسف لأن ما نحن فيه أشبه كثيرا بفتنة الدهيماء التي جاءت في نفس الحديث فالاستقطاب مستمر .. وكلما قلنا أن الأمر انتهي سيستمر .. حتى يظهر المسيح الدجال ..

ربنا يسترها علينا …. وينجينا من فتنته .. ويحفظنا بحفظه …

في حديث عبد الله بن عمر حيث يقول: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ قَالَ هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ.

(سيتم حذف أي تعليق غير لائق فهذه قناعاتي الشخصية وأحببت مشاركتها لمن يريد أن يعتبر ومناقشتها مع من عنده علم بأحاديث الفتن وربطها بالواقع)

إن كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان … وهذا اجتهادي والله عز وجل أعلى وأعلم ..

البيجامة: موقفي من الكنيسة الأرثودوكسية المصرية في الأحداث الراهنة

أصدقائي يلومونني على تشددي في الهجوم هذه الأيام على الكنيسة .. على غير عادتي وأنني كنت من مؤسسي مبادرة تعايش “عيش وملح”

negative_ar

– حقيقة .. المبادرة كانت مهمة، ولا زالت، ولكنها لا تصلح أن تدار من طرف واحد، لو هناك جدية من الطرف الآخر في استكمال المشوار سويا فأهلا وسهلا الوطن واحد والمصلحة واحدة، وبصراحة لن أتأخر يوما في الرجوع إلى مسار الحوار والعمل على القواسم المشتركة للنهضة بالوطن … ولكن لن أظل طوال الوقت الجانب الذي مطالب أن يبرر ويقدم الأعذار ويحسس ويطبطب .. يجب أن تكون العلاقة متكافأة.
– قبل الثورة كان الظاهر أن المسيحيين في مصر قلة مضطهدة، وأن الشعب، بجانب النظام، يمارس ألوان من التمييز الطائفي ضد المسيحيين في مصر، وذلك للجهل بالآخر، والأساس هو البعد عن القيم الدينية السمحة، وفهم البر بمنظور إسلامي معاصر، وتطبيقه على أرض الواقع.
– على النقيض كان الاسلاميون في مصر يصورهم النظام أنهم العدو الطبيعي للكنيسة، فيدبر لتفجيرات للكنائس، وأحداث للفتنة الطائفية ويلصق ذلك كله بالإسلاميين، بينما كان الإسلاميون مضطهدين من ذات النظام، وكان النظام يتعمد سياسة فرق تسد.
– كانت مهمة عيش وملح هي التعريف بالآخر، وزرع قيم المواطنة بين الطرفين، والتوعية والعمل على نشر القيم المصرية المشتركة، وتوضيح أن المنظومة القيمية الدينية واحدة لأنها من منبع واحد “البر كما في اللفظ الاسلامي = المحبة كما في اللفظ المسيحي”
– واتضح أن أصل الخلاف والفتنة هو النظام الذي يفرق بين الناس عمدا، وأن الظلم على الناحيتين سواء، ولكن الاسلاميين لو كانت لهم حماية فهي الأغلبية الطبيعية، ولم يمنع ذلك من اعتقالاتهم وتعذيبهم من زبانية النظام السابق.
– الثورة سبق إليها من مؤسسي عيش وملح الأعضاء المسيحيين قبل المسلمين، وبعد أن نجحا سويا بعد الثورة بدأ الاستقطاب الاسلامي العلماني.
– حاولت عيش وملح قبل وبعد الثورة عمل مشاريع للشراكة المجتمعية بين المسلمين والمسيخيين في مصر بعيدا عن الاستقطاب الاسلامي العلماني .. وللأسف لم ينجح احدها في الاستمرار نظرا لقبض المسيحيين أيديهم عن التعامل مع الإسلاميين (ليس عندهم مانع من التعامل مع العلمانيين من المسلمين طالما يشاركونهم في إقصاء الاسلاميين من المشهد)
– الكنيسة كونت تحالفات طبيعية مع العلمانيين ولم تفتح بابها (إلا قليلا) لبعض الاسلاميين، ولكن قرر العلمانيون في الكنيسة إنشاء كيانات ومبادرات لدعم “التيار المدني” و”التيار الثالث” وغيرها من المبادرات العلمانية الاقصائية للاسلاميين، (حضرت بعض هذه الاجتماعات ودعيت لبعضها الآخر)
– كان التالي لذلك هو الانتخابات وكان موقف الكنيسة واضحا – الكتلة المصرية ثم دعم عمر سليمان ثم دعم أحمد شفيق
– كان القليل جدا من أصدقائي المسيحيين من أعلنوا مواقفا مختلفة ومنفردة عن هذا السياق، منهم من دعم أبو الفتوح، ومنهم من دعم حمدين ومنهم من قاطع، وكذلك من اختار تحالف الثورة مستمرة، على سبيل الاستقلال، ولكن كان ذلك خارجا عن سياق الدعم الكنسي.
– وأنا أشاهد ذلك، كنت لا أمانع من تحيز أصدقائي المسيحيين، ولكنني كنت أتعجب من كم الاشاعات التي يروجونها كذبا عن التيار الاسلامي بدءا من أبو الفتوح لمحمد مرسي والاخوان، وكنت أتداخل معهم في حوارات لتوضيح ذلك.
– بعد فوز مرسي، وعمل اللجنة التأسيسية للدستور، كانت دعوته للاصطفاف الوطني، والحوار كانت تقابل بما هو معروف سلفا من مواقف الكنيسة الرسمية المعلنة والتي هي ليست سرا.
– كان على الطرف الآخر المسيحيون ممن أعرف (حتى أصحاب المواقف المغيرة للموقف الرسمي للكنيسة) يقذفون الرئيس والاخوان بما فيهم وما ليس فيهم بهدف افشالهم وإظهار أسوأ المعاني التي تفسر مواقفهم، ويلعبون دور الضحية طوال الوقت.
– جاء الأنبا تاوضروس وكان الناس يتمنون لو أنه سيساعد على رأب الصدع المجتمعي الذي أحدثه من كان قبله، ولكن ما حدث هو معروف لكل راء ومستمع في حواراته مع البي بي سي وغيرها من ممانعة صريحة للشريعة الاسلامية وانساحاب من التأسيسية، ورفض الحوار مع الرئاسة.
– مع ذلك كانت النخب العلمانية وأقباط المهجر يعملون حثيثا لتقليب الرأي العام العالمي على النظام الجديد. (البرادعي – حمزاوي – عادل حمودة – الجاليات المصرية بالخارج)
– ثم جاءت مظاهرات محاولة اسقاط مرسي، وتم الحشد الكنسي بالتوجيه المباشر، وهو شئ عرفناه جميعا ولم تخطئه عين ولا عقل
– مع ما حدث يوم الأربعاء الماضي الدامي من دماء سقطت آخر ورقات التوت من على الكنيسة المصرية وأتباعها، الواضح جدا أنهم لا يريدون جوارا حقيقيا في الوطن، وانهم يظاهرون علينا أعدائنا في الداخل والخارج بهدف اسقاط النظام.
موقفي الحالي هو:
معاداة الكنيسة المصرية الأرثودوكسية تحديدا (لأن الانجيلية لها مواقف مختلفة) ورهبانها قساوستها ونصارى مصر الأرثودوكس حتى يتضح لهم موقف حقيقي في الوطن والشرعية، ويجلسوا للحوار الوطني بلا شروط مسبقة، وينحازوا وضوحا للشرعية والقيام بواجباتهم كمواطنين مصريين قبل المطالبة بحقوقهم، فالأن هو وقت العطاء اللامشروط للوطن لبناؤه.
– على المستوى الشخصي من مينا فيليب جاد هو لتوضيح أن المهنة والمستوى الاجتماعي لا علاقة له بما يفرزه الانسان من خير وشر، قد يكون هناك أميا فقيرا وأنقى سريرة من ذلك الكذاب الذي يدعي المجتمع له البطولة (مع رفضي للعنف كحل في أي نزاع)
– أود أن أضيف نقطتين :
1- الوطن بعد الثورة لن يكون مثل ما قبل الثورة، ولكن سيكون نتاج تعاون من يتعاون على بناءه ويبذل لذلك، سيكون رصيد الأيدي العاملة وليس المتفرجة أو المعاول الهادمة.
2- أن هناك من بعض العقلاء من يحب الحوار، ولكن لا يوجد من يتوافق أو يتعاون .. ولأنني أحب الحركة والتعاون البناء ولا وقت لدي للحوارات (فقط) فقد اخترت الانحياز لمن يريد بناء الوطن وأهلا ومرحبا بأي شخص مع انتماءاته المختلفة أن يتعاون معنا .. نحن نحارب المخدرات ونعلم الناس أسس الحوار والمواطنة، ونعمل على ملف العشوائيات، وتنمية الوعي المجتمعي.
لا زالت مصر تسع الجميع ..
ولا زالت نظرتي هي أن الإسلاميين وهم في السلطة المعرضون لأكبر عملية اقصاء مجتمعي يقوده العلمانيون والكنيسة وأذناب النظام السابق .. حتى انهم لا يمانعون الدم والحرب الأهلية لاسقاط شرعيتهم ..
ولهؤلاء أقول .. اعملوا إننا عاملون .. وانتظروا إننا منتظرون ..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
=================================
المواقف المكتوبة على الفيس بوك:
ما كتبته يوم 11 ديسمبر 2012
المشكلة أن النصارى فاكريننا هبل .. لما بيقولوا أن القساوسة والرهيان لا يوجهونهم سياسيا .. ويحلفوا على ذلك يكونوا على العموم صادقين .. لأن قليل جدا أن تجد واحد قسيس أو كاهن بيتكلم في السياسة وبيحشد الناس .. (كفلوباتير جميل)

ولكن .. (حد تحتها مائة خط)

توجيه المسيحيين سياسيا يأتي من إطلاق يد تشطاء سياسيين من العلمانيين في الكنيسة .. كلهم في الأحزاب العلمانية في مصر .. والتنسيق بين الكنيسة والمجتمع

المدني الغير مسيحي بيتم من خلالهم ..
والتوجيه الآخر يتم من خلال الندوات الموجهة التي يطلق فيها يد العلمانيين للحديث مع شعب الكنيسة .. ويكون الاختيار بعناية، ويتم اقصاء الاسلاميين وفتح أي فرصة للتعامل معهم ..

وبهذا لا يحتاج أحد أن يثبت أن القساوسة والرهبان يتكلمون في السياسة.. أو يوجهون أحدا سياسيا من داخل الكنيسة ..

ومن ثم ينزل القسيس والراهب ليدلي بصوته في الانتخابات …

وبين صمتهم وصوتهم ..

يتمزق الوطن ..

_____________________
يوم 11 ديسمبر 2012
تخيلوا أن النصارى لا يحشدون في الكنائس ؟
____________________
يوم 10 ديسمبر
شاركت هذه المقالة على الفيس بوك لصديقي أحمد أسامة (نداء إلى قيادات الكنيسة المصرية)
___________________________
يوم 10 ديسمبر (عن مينا فيليب جاد)
الثائر السو كيوت .. يوم 18 نوفمبر .. مينا فيليب جاد .. المدير في شركة أورانج ..
__________________
يوم 8 ديسمبر 2012
مينا فيليب المهندس المدير في الشركة العالمية أورانج يهدد بحرب أهلية يوم 22 نوفمبر ..

والسؤال ثانية … ماذا كان يفعل في الصفوف الأولى؟؟

مات الكلام

_____________________
شهادة نقلتها من يوم 6 ديسمبر 2012
شهادة من صديقي طارق إسماعيل عن ملابسات أسر مينا ميلاد المهندس العامل في أورانج ..

كان في الوسط في مبادرة لفض الاشتباك .. وعندما حدث انهيار مؤقت في جانب المعارضين المعتدين .. وتحرك المؤيدون لكسب أرض، كان مينا في الصفوف الأولى للمعارضة في المعركة “لم يكن معه سلاح، ولكن ممكن أن يكون كان يقذف طوبا” .. ولكنه تأخر في الركض فادركته أيدي المؤيدين …

كان الغضب شديدا لأن هذا تزامن مع وفاة المهندس محمد
ممدوح الحسيني رحمه الله بطلق ناري.. فعندما أدركته الأيادي سحبته من ملابسه فتمزقت أثناء السحب .. وكان يحجز عليه 5 من مبادرة التهدئة ولم ينجحوا في تخليصه من المؤيدين الغاضبين ..

طلبت من صديقي طارق أن يذهب إلى النيابة ليدلي بشهادته هو وأحد من كان معه في مبادرة التهدئة ..

ولا زلت أتسائل .. هو ايه اللي وداه هناك في الصفوف الأولى إلا أن يكون متجاسرا لمواجهة المؤيدين .. وداعما للمواجهة (لاحظوا مواضع الدفاع والهجوم)..

لعن الله الفتنة والمفتونين .. ومن يريد أن يسخر غضب الناس ومخاوفهم لاحراق الوطن

البيجامة: الخلافة والانسانية

 

طالما اهتممت باذابة الفوارق بين البشر، وجمعهم على مساحة توافقية قيمة .. وانضممت لعدة مجموعات مختلفة تشكلت لهذا الغرض، غير حظي من السفر والمعارف والأصدقاء من الجنسيات والأديان الأخرى …
وحلمت بالكرة الأرضية يسكنها الناس على اختلافاتهم في حالة من القبول والتفاهم والسلام ..

ولم أتفهم يوما الحدود الفاصلة وتصاريح العبور القائمة على القوميات والشعوبيات .. وكان بيني وبين غيري من الناس ما هو مشترك ولو

 اختلفت الألسنة …

فبحثت في المجموعات التي تدعو لمثل هذه القيم الانسانية .. فما وجدت ما يرضيني في المناهج الأرضية .. ووجدت الاسلام وقد أنجز ذلك منذ زمان ..وكانت فريضة الحج هي رمز هذه الوحدة وتذكار للأمة عاما بعد عام ..

ولكن واقع الدول والممالك التي يعيش فيها المسلمون والناس لا تمثل وافع الحج ومعانيه ..

ولم أفهم يوما عودة الخلافة خارج هذا السياق .. فمنهج الإسلام في الحكم هو ما يحافظ على هذه المعاني في أرض الواقع ..بعيدا عن الجاهليات التي تفرق ببن الناس ..

وللأسف فقيام الخلافة الاسلامية هو الحلم الذي تنتظره الفطرة الانسانية وفي ذات الوقت هو الخطر الذي يهدد عروش أرباب هذه الجاهليات وأصحاب المصالح الذين شكلوا ثرواتهم وحكمهم على الوضع القائم .. ووصول الاسلام للحكم معناه نهاية أساطيرهم .. ولذلك كانت محاربة هذه الفكرة هي همهم الأول وتجفيف منابعها ومنطلقاتها ..
ولشلك تحتاج هذه الفكرة لمأسسة وقوة لتحميها حتى تصير واقعا ..
الخلافة ليست أسطورة … ولييت صنما في ذات الوقت .. بل هي غاية التعايش السلمي بين الناس على ظهر المعمورة ….

هل لمن حلم يوما بدور في عودة الخلافة أن ينسى حلمه وهمه؟ ويبحث عن ارضاء من يعادي الفكرة من الأساس أكثر من ادماج والتعاون مع من يشاركونه نفس الهدف؟

ولو كان الخوف من شبح الاستقطاب فبداية الثورة المصرية كانت استقطابا لانهاء الاستبداد، تم استقطاب كل المخلصين من أبناء البلد للوقوف أمام الاستبداد والظلم .. وقد سقط رؤوس الظلم، ولم ينتهي بعد الظلم، لأن هناك من لا يتفهم أن شوكة الحق ضعفت بتشتتها وتشرذمها في مواجهة شوكة الباطل التي لا زالت متماسكة – بلا رأس – نعم – ولكن بألف رأس .. لم تنتهي المعركة بعد .. لماذا فترنا وتنازعنا .. ؟؟ لماذا تشرذمنا ؟؟ أو لم نؤمن بعد أن حل الظلم الوحيد هو في التوحد خلف منهج الله ؟؟ واستمرار الاستقطاب يجب أن يستمر حتى تنتهي رؤوس الشرور، ولن يتم ذلك إلا بتحرير فلسطين كحد أدنى لمثل هذه المعركة التي بدأت بالفعل ..

في حالة الممالك الجاهلية التي كنا ولا زلنا نعيش فيها تقدمت الحضارة الغربية (عن طريق الوحدة) وسادت العالم لتقدم نموذج جائر مشوه لريادة العالم والتحكم في موارده، يحمي عصابة من الأغنياء الداعمين للصهيونية .. بينما غرقت شعوبنا في أتون الجهل والفقر والاستبداد والاستعباد ..

يجب أن نتفهم جيدا أننا مسئولون عن استعادة الريادة الانسانية باقامة الحق والعدل والمساواة بين الناس وذلك باقامة شرع الله، وأن حدودنا لا تقتصر على دولتنا، بل هي تشمل كل الأرض، وهي أمانة سنسأل عنها، وكل تأخير في اقامة الخلافة ليست في صالح أحد إلا أعداء الانسانية والعصابة الحاكمة ..

ولا سبيل لذلك إلا باستمرار الاستقطاب، فجانب الحق واضح، وجانب الباطل واضح .. ولا مساحة رمادية بينهما ..

ولكي أشرح ذلك على مثال عملي .. كل تأخير في نصرة الثورة السورية يصب في مصلحة من ؟ وكل تأخير في اقامة شرع الله في مصر وانجاز معاني العدل وتطهير الاعلام والقضاء واطلاق تشريعات تؤكد مقاصد وأحكام الشريعة في صف من ؟ وهل يصح أن يوجد في سوريا مساحات رمادية للناس؟؟ ولو لم توجد في سوريا فهي لا توجد في مصر أيضا .. أي محاولة للمهادنة مع الباطل لا تصب إلا في صالحه …

نجاحنا في مصر وفي سوريا وفي كل بقاع الأرض مرتهن بثقتنا بما نمتلك من أسباب السعادة للبشرية ومن حلول إنسانية للمجتمعات وبايماننا بمهمتنا التي استخلفنا الله فيها ..

ولذلك علينا فهم “خذ الكتاب بقوة” بعمق ونافذية .. فأسباب الفوة في الاعداد الذي نعده، جزء من هذا الاعداد تقوية ايماننا بالله مسبب الأسباب، وتمسكنا بكتابه وشرعه، وجزء آخر مادي حسي هو تقديم حلول عملية لمشكلات الناس، والأخذ بالأسباب قدر المستطاع، والتضحية بالنفس والمال لتقوية الفكرة والدفاع عنها، بل وقتال الناس عليها.. وذلك من دروس “وأعدوا”، وقبول البيعة “إن الله اشترى”

وسبحان الذي سبب الأسباب لجعل الخلافة واجبا وضرورة وقتية وهي قد كانت حلما بعيد المنال (مقتبسة من الصديق مازن السباعي) ..
وسبحان الذي أنهك عدونا وكشفه وفضحه وكشف أولياؤه وأسقط رؤوسا عديدة، بغير حول مننا ولا قوة …

وآخر الأمر فأنا لا أستبعد أن يكون استخلاف الله لجماعة الاخوان هو بداية لهذا الحلم .. ولكن على باقي الشعب اليقظة وتكوين النظام الموازي الذي يحمل الراية إذا سقط الاخوان .. وفي هذا كتب أخي إسلام أنور المهدي

مقالة مرتبطة من الأخ إسلام أنور المهدي:
http://www.nahdaislah.com/article/728–.aspx

نسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا ..

البيجامة : مشكلتنا الاجتماعية – تذكرة

أذكر نفسي وإياكم، أن أساس مشكلتنا هي مشكلة مجتمعية أخلاقية، إن لم يتم حلها .. فلن نتحرك خطوة للأمام..

عمل النظام السابق على تفتيت المجتمع .. وتفريقه وشرذمته، وعلى تدمير الأخلاق، وما نجنيه الآن هو نتيجة إصرارنا على نهج نفس المنهج ..

قد يكون في الاستقطاب الذي حدث في معركة الرئاسة الخير كله .. لأن يتمايز الناس لفرقتين .. فرقة تؤمن بأهمية الوحدة .. وأهمية الأخلاق والتزامها.. وأخرى تريد الوضع على ما هو عليه .. ولا تمتلك من رصيد الأخلاق ما يسمح للنهضة بالمجتمع …

ولكن ما بعد هذا الاستقطاب يجب العمل أولا على إرجاع لحمة واصطفاف المجتمع، واستغلال مواطن قوته بوحدته، والبدء من أساس أخلاقي سليم …

كلي تفاؤل .. ولكنني أنتظر وضع الآليات والتشمير والعمل .. في وجود القيادة الجديدة …

الله المستعان .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..