أرشيف المدونة

البيجامة: “رجل كورك على ضلع”

 

في وصف رسولنا الكريم “ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع” ..

تشبيه بليغ جدا .. وأراه ينطبق حقيقة على حالة محمد مرسي والله تعالى أعلى وأعلم … ولم أرها في غيره على مر التاريخ ..

حيث أن الورك لا يركب على الضلع … وإذا حاول ورك أن يقود الجسد بعد وضعه مكان الكتف يحمي الضلع القلب ولا ينقاد الجسد بسهولة …
الورك قوي وطيب ، بل هو أقوى من الكتف وأشد وأحلى طعما .. ولكنه يعكس اتجاه الجسد إذا ركب مكانه .. فيقف الجسد بلا حراك ..
وكذلك في وصف الضلع فهو إذا حاول أحد تقويمه “انكسر” ..

“مرسي” كالورك فعلا .. قوي وطيب .. ويريد بالفعل قيادة البلد عكس الاتجاه .. حيث أنها كانت تسقط في اتجاه الإلحاد الكامل وهو يحاول أن يوقف ذلك .. وغاية نجاحه في هذا الوضع أن يحافظ على تماسكها وايقاف انحدارها وهي تسقط .. وبعنف .. واصطلاح الناس عليه كأول من تولى أمر للمسلمين وتم اختياره والتصالح عليه منهم، ومن أكبر حركة إسلامية متوغلة ومؤثرة في جميع دول العالم، في أكبر دولة إسلامية عربية مركزية في العالم الإسلامي ..

و”الدولة” التي تسلمها مرسي كالضلع .. تحمي نفسها وقلبها منه .. فلا تمكنه من ادارتها جيدا .. وهو لا يستطيع أن يستخدم القوة معها لتقويمها .. لأنه اذا استخدم العنف .. سقطت الدولة وانكسرت، وهذه غاية عند أعداؤه وأعداء الدولة أن تنكسر تماما .. وإذا أسمينا ذلك فشلا منه فهو تحميل فرد أكثر مما يحتمل .. فالمفترض أنه وراؤه ثورة وشعب يريد الاصلاح .. ولكن أمامه جبل من الفساد ودولة عاصية لا تريد التغيير والانقياد ..

وذكري لذلك أنني أعتقد أن الحقيقة أن نتعلم أصول أسباب الفتن من ضوء فهمنا لأصول ديننا ..
عندما بدأ الاستقطاب كانت هناك مراحل ما من الممكن أن يتوقف عندها ونجن لم نستطع وقفه … وعندما تولى مرسي .. حاول أن يدمل جراح الأمة وتجميع الناس وشاء من شاء وأبى من أبى .. وربنا الذي حفظ هذه الثورة وجعل لها مسارا هو أعلم به أراد أن نكون في هذه الحالة .. من أعمالنا … فما أصابنا من سيئة فهو من أنفسنا .. ولكن آل الحال لهرج ومرج واستقطاب …

أي حلول آنية يفكر فيها أي مخلص لتصل إلى الرئاسة لتنفيذها ويعمل فيها المجتمع المدني .. ستجد حقيقة واحدة أن كل حل لن يزيد إلا حالة الاستقطاب … فلا يزداد الذين آمنوا ويريدون الخير للوطن والبلاد والعباد إلا إيمانا وترابطا وتماسكا .. ولن يزيد المنافقين إلا كشفا …

وليس معنى ذلك أن لا نكمل المحاولات .. بل نحاول ونجد باخلاص سعيا لرفع الكرب عن الأمة والدفع بما فيه صالح العباد والبلاد من حفظ للدين والأنفس والأموال والأعراض والعقول ومن اقامة شرع الله .. الحق .. العدل .. ونجاتنا في وحدتنا وتماسكنا وتمسكنا بالحق .. وقياسنا كل شئ عليه .. والدعوة إلى الله حتى تزيد فئة المؤمنين .. والاستمساك بشرع الله في سرنا وعلانيتنا .. ووسائلنا وغاياتنا .. وأن نزيد من شوكة المؤمنين .. عسى الله أن يهزم أعداء الدين ..

وللأسف لأن ما نحن فيه أشبه كثيرا بفتنة الدهيماء التي جاءت في نفس الحديث فالاستقطاب مستمر .. وكلما قلنا أن الأمر انتهي سيستمر .. حتى يظهر المسيح الدجال ..

ربنا يسترها علينا …. وينجينا من فتنته .. ويحفظنا بحفظه …

في حديث عبد الله بن عمر حيث يقول: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ قَالَ هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ.

(سيتم حذف أي تعليق غير لائق فهذه قناعاتي الشخصية وأحببت مشاركتها لمن يريد أن يعتبر ومناقشتها مع من عنده علم بأحاديث الفتن وربطها بالواقع)

إن كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان … وهذا اجتهادي والله عز وجل أعلى وأعلم ..