البيجامة: أفحكم الجاهلية يبغون؟

فعلا … صدق سيد قطب رحمه الله ..
كل ما سوى #الإسلام .. #جاهلية ..

أي منهج يقطع وحي السماء وتفعيل ما أنزل الله في الأرض ومنهج الحكم .. وأي منهج يجتزئ من الاسلام فيأخذ بعضه ويترك بعضه .. وأي منهج يضع بشر في منزلة أعلى من بشر ويأمروا فيطاعوا من دون الله .. ويكونوا فوق المحاسبة أو العدالة … فهو جاهلية ..

أفحكم الجاهلية يبغون ؟

الجاهلية في التعريف الذي أفهمه كل ما يضاد الغطرة ويعاكسها ويجرد الإنسانية من معانيها ومقاصدها ويمانع تحقيق دورها في اعمار الأرض وآداء دورها في الاستخلاف .. في مقابل الاسلام الذي هو التسليم لوحي الله ورسالته التي تبين وتهدي الانسانية لذلك ..

بالنسبة لي فإن استخدام جسد المرأة كسلعة لترويج المنتجات أو عرضه في غير حياء خارجا عن اطار الشرع جاهلية تماما كمنعها من المشاركة الايجابية في المجتمع والفصل الجداري بين الرجال والنساء في المساجد الذي لم يكن في عهد النبوة … كلاهما جاهلية تشوه الفطرة ..

أفحكم الجاهلية يبغون ؟
مفهوم الجاهلية التي تضاد الاسلام .. في نظري تمثلها الدعوات التي تبرر منع الشباب من الزواج المبكر وتروج لتفضيل العزوبية وتستهين بقيم الأسرة وتبحث عن السعادة خارج اطار الأسرة .. وكذلك تلك التي تجعل الرجل في الأسرة مستبدا .. والمرأة مقهورة .. وتعطي مبررات لاستخدام العنف الأسري .. كلها مظاهر جاهلية .. سواءا بسواء ..

أفحكم الجاهلية يبغون ؟

الجاهلية نفسها هي التي تترك الحوار وترفضه ..
هي التي تروج الأكاذيب بالباطل .. هي التي تكذب الصادق .. وتخون الأمين .. وتزيف الحقائق .. وتقدم أهل الثقة والولاء وتؤخر ذوي الأهلية .. الجاهلية التي تدعو لمبادئ وتأتي بالفعل في عكسها ..
الجاهلية هي التي تتبع الشهوات .. وتنظر لها كضعف انساني مبرر بينما لا تعطي الروح واحتياجاتها زادها الانساني المطلوب .. الجاهلية التي تتجاهل الجانب الروحي للإنسان .. والبعد الكوني لارتباطه ..
وهي تلك الجاهلية التي تحتمي بالقوة والسلطة لقمع الآخر ومنعه .. تلك العنصرية التي لا تعتبر لحال الفقير ولا المكلوم .. تلك التي تروج لنفسها في غياب كامل واقصاء تام للآخر .. تلك التي لا تؤمن بطاقة المجتمعات ولا هويتها .. تلك التي تعبد القوة والمال .. وترفع شأن العلم المادي على الارتقاء الروحي وسمو وطهارة القلب والبصيرة ..وهي سواءا بسواء مع تلك التي لا تعترف بعلوم المنطق والعلوم الانسانية الحديثة، والتي لا تعترف بعقول الناس والمنطق البشري وهم يطرحون تصوراتهم ومناهجهم ..
الجاهلية التي يروجون لها لا تعترف بالعلم إذا كان منشأه القرآن أو السنة وعلومهما، ولكن تعترف بالعلم الذي أساسه مقولات فلاسفة الغرب ومفكريهم، تقبل الاستشهاد بمقولات ديكارت وفرويد، ولا تقبل الاستشهاد بقال الله عز وجل وقال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ..

أفحكم الجاهلية يبغون ؟

تلك الجاهلية التي قولبت تصورات الدين في التصورات الوثنية الماضية، وتستدعي الوثنيات الإغريقية والفرعونية والرومانية والهندية في محاكاة العقيدة، فقولبت الدين في مؤسسات راعية، واحتفالات يوم ميلاد والتصورات الوثنية في صراعات الآلهة مع البشر، وتجسيدها، وتزاوجها، وعلاقة البنوة والأبوة بين الإنسان والإله .. تلك التي تضع للآلهة أبناء من البشر، ثم تقطع بحكم الآلهة فيهم في رمزية لانتصار الخليفة على المستخلف، وانقطاع الرابط بينهما، وانقطاع السماء عن الأرض، في فكرة وثنية قبيحة، تريد أن تنتزع حق الله في حكم خلقه ….

أفحكم الجاهلية يبغون ؟؟

جاهلية هذا العصر، وجاهلية مصر، اجتمعت كلها بيسارها ويمينها ووسطها لتأييد الطاغية المعين، وتأييد الاستبداد العسكري، في مواجهة الارادة الشعبية، والمؤسسات المنتخبة، وتريد تقييد الشرع وفهمه على مؤسسة واحدة كمرجعية حصرية لتفسير مقاصد الشريعة الإسلامية، جاهلية تجتمي بالدولة الثيوقراطية والدولة العسكرية من الدولة المدنية الإسلامية …

أفحكم الجاهلية يبغون ؟؟
ونحن نجيب :
ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون
سننتصر بإذن الله …