Daily Archives: 1 نوفمبر 2012

من لا يحب بطوط – بقلم هشام صبحى

من لا يحب بطوط – بقلم هشام صبحى

قليلة هى الشخصيات التى تحظى بالاجماع , و عالم مدينة البط ليس باستثناء.

و بطوط هى شخصية كسرت تلك القاعدة فالجميع يحب بطوط.
السؤال لماذا ؟ 

لماذا يحظى بطوط بتعاطفنا وحبنا جميعا و ما الذى يمثله بطوط فى وعينا يجعل منه شخصية تحظى بهذا الحب العالمى.
و الواقع ان بطوط بمقاييس المنطق و الحياة العملية هو شخصية تمثل الفشل الكامل , فهو شخص غير مسئول لا يعتمد عليه و مهمل فى مسؤلياته, عالة فى أغلب الاحيان على من حوله, يحمل الكثير من النوايا الطيبة و لكنها لا تترجم الى افعال و رغم اسطورية الفكرة الا اننا نقابل شخصيات فى حياتنا تذكرنا ببطوط لو تاملناها جيدا و لكننا لا نتحملها كثيرا فى ارض الواقع , فلماذا اذن نحبه فى عالم الخيال.
بطوط يمثل لنا حلما بان نلقى بمسؤلياتنا و نحيا على سجيتنا بدون ضغوط و اعباء حلما بالهروب من الواقع الجاف الذى نحياه.
و تضل تلك الاشباح التى صنعناها من حولنا تطاردنا و تذكرنا اننا لا نستطيع ان نكون هذا البطوط الذى بداخلنا , نعم كل منا بداخله بطوط يتمنى ان يخرج الى عالمنا ليريح نفسه و لكننا تمت برمجتنا على مر السنين على ان نكتم هذا البطوط و ندوس عليه حتى لا نسمح له بالظهور فهو فى عرف مجتمعنا شخص لا جدوى من وجوده بل ضار و سلبى.
و يظل بطوط بداخلنا نهرب اليه فى العالم الافتراضى عالم الرسوم المتحركة و الافلام نتمناه و نرثاه و نبكى عليه نشتاق اليه و لا نستطيع ان ندركه فى ارض الواقع.
ان العالم المادى الجاف الذى احاطنا كشبكة العنكبوت قد قتل بطوط بل ربما حبسه رهينة يحيا فى انزواء لا يسمح له بالحديث او اضافة فكرة و كلما حاول قلنا له “انت تخرس خالص” هكذا علمنا الأباء من قبل بطوط غير مرغوب فيه فى عالم الواقع.
و يظل يعذبنا او نتعذب به يريد ان يخرج و لا نسمح له و نعرف انه اذا خرج سيعذبنا بسوء سلوكه و عدم تقديره للامور , بطوط هو ذلك الطفل الذى حبسناه داخلنا ليبقى حبيسا الى الابد لا نحن تخلصنا منه و ارتحنا و لا نحن اطلقناه.
و لاننا تعلمنا ان بطوطنا ضار لنا و لمن حولنا فعلنا هذا و لكننا نسينا او نسوا هم ان يعلموننا ان قليل من البطبطة مطلوبة أحيانا

هشام صبحى

Breakfast Show – On Harrassment 2