Daily Archives: 22 نوفمبر 2012

البيجامة: الأخلاق والمجتمع

مقالتي الأولى في العدد الأول لمجلة “ممكن” (تم اعادة النشر بعد استئذان المجلة)

http://momkenmag.com/


(1) أشرف الحاتي..

أشرف له مطعم شهير يقدم فيه الكفتة الشهية للزبائن، ويشتهر أيضا باجتماع الشباب الأكيلة في السهرات الليلية لتناول شطائره الشهية.
ولأن سعر اللحوم البلدية غال، فأشرف يضيف للكفتة بعض المكونات الإضافية، منها البصل، ومنها بقايا الخبز، ومنها بعض المنتجات التي تخرج من الدجاج، مفرومة سويا، بالإضافة لتوابله الشهيرة.
منتجات الدجاج التي يضيفها أشرف على كفتته المميزة هي حقيقة خلطة مفرومة من أرجل الدجاج، وبقاياها التي لا تؤكل، وهي بالمناسبة مسرطنة.
عندما سأل أحدهم أشرف، هل تعرف أن هذه الإضافات من الممكن أن تسبب السرطان لآكليها؟ قال نعم، وما المشكلة؟ هم من يريدون الشطائر رخيصة.

(2) هشام المهندس

هشام مهندس في شركة مرموقة، طلبت منه إدارة الشركة أن يعتمد الشركة في مجال الجودة، وهو له تاريخ قوي في ذلك من سابق خبراته في الشركات، ووضعوا له هدف وقتي ضيق قبيل نهاية العام.
الشركة لا تقوم على معايير الجودة، ولا يوجد فيها نظم عمل واضحة ومكتوبة.
هشام في رحلة عزمه على تحقيق هدفه، لم يجد أمامه سوى أن يجتاز اختبار شركة المراجعة التي تعتمد شهادة الجودة، والعمل المباشر معها، بدون بناء نظام جودة حقيقي داخل الشركة، وبذلك حقق الهدف الذي عين لأجله.

(3) سيد الجابي

سيد جابي ضرائب للحكومة، له ولدان كثيرا الطلبات، وزوجة لا تكتفي، يجمع الضرائب بالنهار، ويرجع إلى بيته بالليل، ولكنه يتغاضى عن بعض المتعثرين مقابل مبالغ بسيطة يتفق عليها معهم، يضعها في جيبه قيمة مجهود تنقله وعرقه في التغطية عليهم، لأنه يعلم ظلم الضرائب عليهم، ولا يرضاه لهم، ويرى أن جهده المشكور في التستر لهم هو أشبه بجهد روبن هود في غابة نوتنجهام، الذي منع جباية الأغنياء لأموال الفقراء، في مقابل إنقاذ الفقراء، وكان يتشدد مع القادرين والأغنياء للحفاظ على حق الدولة فيهم.

(4) أسماء الطبيبة

أسماء تعمل في مستشفى حكومي تعليمي، تستقبل الحالات الحرجة، وتتعامل معها بحدود الممكن المتاح بما يخص التطبيب والعلاج، تأتيها حالات لا تدري تحديدا كيف تشخصها، وتعرف أنها كي تصل للتشخيص الممكن ستتجاوز قدرات المستشفى، والعلاج المجاني، وذلك بالاحتياج لتحليلات وأشعات تتجاوز الحدود المتاحة، وتنظر لحال المريض، وتجده ميسورا، فتكتب له بعض المسكنات الرخيصة والمهدئات، لعله يتخلص من آلامه، بشكل لحظي، وهي تعرف جيدا أن هذا لن يمنع المرض أن ينتشر، ويتمدد، ويزيد، ولكن هذا ما تعودت عليه في حالة عدم وجود الإمكانات، فلقد تعلمت ممن قبلها أنه ليس من حق المريض أن يعرف حتى لا يقلق وتسوء حالته.

(5) عبير المعلمة

عبير معلمة في مدرسة تجريبية، عندها طلبة متفاوتين في المستوى الدراسي، تود لو أنها تساعدهم واحدا واحدا في تحصيل موادهم وعلومهم، وأن تفني وقتها في إفهامهم الصعب، وتذليل العواقب لهم.
تأتي الامتحانات النهائية وتستشعر في داخلها أنها غير منصفة في تصنيف الطلاب وتقييمهم، فتمر عليهم طالبا طالبا، وتسألهم ماذا يقف في طريقهم، فتذلل لهم الصعاب، وإن كانت لا تدري، تذهب لأذكاهم وأنبههم كي يساعد زملاءه المتعثرين في حل مسائل الامتحان، وتبرر ذلك أن القوي يساعد الضعيف، وأنها بذلك تشجعهم على روح الفريق.
تسعد عبير دائما بالنتيجة النهائية التي تباهي بها زميلاتها وزملائها، ففصلها هو صاحب المعدلات الأعلى في المدرسة.

(6) حامد المدرب

حامد مدرب محترف للتنمية البشرية، يدرب في عقود للشركات، يذهب في موعده، وكثيرا ما يجد أن موظفي الشركة ليسوا مهتمين بالتدريب الذي يقدمه، لأنه مفروض عليهم من الإدارة، ولكنه يكمل في إلقاء التدريب، ويعتمد شهادات الحضور للكل، بالرغم من عدم متابعة أغلب الحاضرين له، وزوغان بعضهم أحيانا، وذلك كي لا تؤذيهم إدارة الشركة، وعندما يسأله مسئول التدريب في الشركة يقول: “كله تمام يا فندم” ويكون ذلك في مقابل أن يمدحه الحاضرون في تقييمهم النهائي له، كي يكمل في عقوده مع هذه الشركة، ولا يتم حذفه من قائمة المدربين.

(7) ياسر القاضي

ياسر مستشار في القضاة، يرفض تماما أن يتلقى رشاوي أو أن يحكم بغير العدل في قضاياه، وبالرغم من ذلك فهو قد يرفض بعض القضايا ويحيلها لمحاكم أو قضاة آخرين لرجال دولة قدموا له خدمات خاصة، كتعيين خاص لأحد أبناءه، أو تيسير شراء أرض من الدولة بسعر مميز، وكذلك فهو في محيطه الخاص، جار سوء، يتكبر على جيرانه، ويستغل منصبه في التعالي عليهم، فلا يصافحهم، ولا يودهم، ولا يؤدي حقوقهم كجيران، وفي ذلك وجهة نظره أنه أعلى مقاما منهم لطبيعة منصبه، وعلاقاته الاجتماعية.

ما حكيته من قصص من الممكن أن يكون أبطالها شخصيات حولنا نعرفهم، قد يكونون جيراننا، أو أصحابنا، أو زملائنا في العمل، أو أقاربنا، هم أناس حولنا لا تمنع أفعالهم هذه أن يكون أحدهم قد أنفق على بناء مسجد، وإعماره، والصرف عليه وعلى أئمته لإقامة شعيرة الصلاة، أو غيره، ولا يمنع أيضا أن يكون الآخر يحافظ على المظهر الديني، ويكثر من الألفاظ الإسلامية، وحريص على الشعائر، والنوافل، أو غيره، ولا يمنع أيضا أن تكون هي محافظة على السمت الديني لأسرتها وأبنائها، أو غيره.

ليس المعيار هنا المظاهر، وحق الله عند العباد هو ما يغفره الله للناس، وليس ما بين العباد والعباد…

فأشرف قد لا يعلم أن في الآخرة سيأتيه كل من أصابه السرطان جراء الأكل عنده ليمسك بتلابيبه ليأخذ من حسناته ويقتص منه، وليس لله أن يغفر ذلك له، ولكن يقضي بينهما بعدله.

وهشام لا يعلم تبرؤ الرسول صلى الله عليه وسلم منه لأنه غش الناس، وأكل السحت من ماله، وأعطى من لا يستحق ما لا يملك، مثله كمثل من يغش في الامتحان صغيرا، وربما كانت مدرسته والتي علمته مثل عبير المعلمة التي أخرجت أجيالا يخلطون فهم العمل الجاد والاندماج في الفريق مع الغش وسرقة مجهود الغير، والذين بدورهم سيختصمونها يوم القيامة لأنها هي من علمتهم فعل ذلك، وربتهم على هذه الأخلاق فهما وممارسة.

وسيد سيقف يوم القيامة أمام الله وهو عنه معرض لأنه قد أكل أموال الناس بالباطل.

أما أسماء فسيأتيها المرضى ليسألوها لم لم تصارحينا؟ لم قتلتينا؟ ولم لم تشركينا في اختيار مصيرنا؟ لربما كان هناك من يستطيع دعمنا والأخذ بيدنا للعلاج، لربما رزقنا الله الصبر على الابتلاء، ورزقنا من حيث لا نحتسب، من أنت كي تحددي طريقة موتنا لتعتبريها رحيمة؟

وحامد لا يدري أن الموظفين سيملئون سيرتهم الذاتية بشهادة الحضور تلك، وقد تكون سببا في ترقيتهم، وتأهلهم لوظيفة ما، وهم لا يستطيعون القيام بما منحه فهما وتطبيقا، وسيختصمه صاحب العمل الجديد أو القديم، لأنه اعتمد من لا يستحق، وهناك من يستحق مكانه.

أما ياسر فلا يعلم كيف أن بسبب كبرياؤه الذي ينازع فيه الله، الذي قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم في حديثه القدسي “الكبرياء ردائي والعظمة إزاري”، ولذلك سيحشر يوم القيامة كمثل الذر يغشاه الذل من كل مكان، وأن مصيره هو النار، بغض النظر عن اجتهاده في العدل في الدنيا.

وقد بلغنا الله عز وجل أنه أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” وفسرها رسولنا صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، وفي وصفه صلى الله عليه وسلم “كان خلقه القرآن” فأصل الرسالة والوحي تعليم الناس أصول الأخلاق والقيم والمبادئ علما وفهما وممارسة وتطبيقا.

نسأل الله العظيم أن يهدينا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو.

Photo: ‎الأخلاق والمجتمع .. 

مقالتي الأولى في العدد الأول لمجلة "ممكن"

(1)    أشرف الحاتي..

أشرف له مطعم شهير يقدم فيه الكفتة الشهية للزبائن، ويشتهر أيضا باجتماع الشباب الأكيلة في السهرات الليلية لتناول شطائره الشهية.
ولأن سعر اللحوم البلدية غال، فأشرف يضيف للكفتة بعض المكونات الإضافية، منها البصل، ومنها بقايا الخبز، ومنها بعض المنتجات التي تخرج من الدجاج، مفرومة سويا، بالإضافة لتوابله الشهيرة.
منتجات الدجاج التي يضيفها أشرف على كفتته المميزة هي حقيقة خلطة مفرومة من أرجل الدجاج، وبقاياها التي لا تؤكل، وهي بالمناسبة مسرطنة.
عندما سأل أحدهم أشرف، هل تعرف أن هذه الإضافات من الممكن أن تسبب السرطان لآكليها؟ قال نعم، وما المشكلة؟ هم من يريدون الشطائر رخيصة.

(2)    هشام المهندس

هشام مهندس في شركة مرموقة، طلبت منه إدارة الشركة أن يعتمد الشركة في مجال الجودة، وهو له تاريخ قوي في ذلك من سابق خبراته في الشركات، ووضعوا له هدف وقتي ضيق قبيل نهاية العام.
الشركة لا تقوم على معايير الجودة، ولا يوجد فيها نظم عمل واضحة ومكتوبة.
هشام في رحلة عزمه على تحقيق هدفه، لم يجد أمامه سوى أن يجتاز اختبار شركة المراجعة التي تعتمد شهادة الجودة، والعمل المباشر معها، بدون بناء نظام جودة حقيقي داخل الشركة، وبذلك حقق الهدف الذي عين لأجله.

(3)    سيد الجابي

سيد جابي ضرائب للحكومة، له ولدان كثيرا الطلبات، وزوجة لا تكتفي، يجمع الضرائب بالنهار، ويرجع إلى بيته بالليل، ولكنه يتغاضى عن بعض المتعثرين مقابل مبالغ بسيطة يتفق عليها معهم، يضعها في جيبه قيمة مجهود تنقله وعرقه في التغطية عليهم، لأنه يعلم ظلم الضرائب عليهم، ولا يرضاه لهم، ويرى أن جهده المشكور في التستر لهم هو أشبه بجهد روبن هود في غابة نوتنجهام، الذي منع جباية الأغنياء لأموال الفقراء، في مقابل إنقاذ الفقراء، وكان يتشدد مع القادرين والأغنياء للحفاظ على حق الدولة فيهم.

(4)    أسماء الطبيبة

 أسماء تعمل في مستشفى حكومي تعليمي، تستقبل الحالات الحرجة، وتتعامل معها بحدود الممكن المتاح بما يخص التطبيب والعلاج، تأتيها حالات لا تدري تحديدا كيف تشخصها، وتعرف أنها كي تصل للتشخيص الممكن ستتجاوز قدرات المستشفى، والعلاج المجاني، وذلك بالاحتياج لتحليلات وأشعات تتجاوز الحدود المتاحة، وتنظر لحال المريض، وتجده ميسورا، فتكتب له بعض المسكنات الرخيصة والمهدئات، لعله يتخلص من آلامه، بشكل لحظي، وهي تعرف جيدا أن هذا لن يمنع المرض أن ينتشر، ويتمدد، ويزيد، ولكن هذا ما تعودت عليه في حالة عدم وجود الإمكانات، فلقد تعلمت ممن قبلها أنه ليس من حق المريض أن يعرف حتى لا يقلق وتسوء حالته.

(5)    عبير المعلمة

عبير معلمة في مدرسة تجريبية، عندها طلبة متفاوتين في المستوى الدراسي، تود لو أنها تساعدهم واحدا واحدا في تحصيل موادهم وعلومهم، وأن تفني وقتها في إفهامهم الصعب، وتذليل العواقب لهم.
تأتي الامتحانات النهائية وتستشعر في داخلها أنها غير منصفة في تصنيف الطلاب وتقييمهم، فتمر عليهم طالبا طالبا، وتسألهم ماذا يقف في طريقهم، فتذلل لهم الصعاب، وإن كانت لا تدري، تذهب لأذكاهم وأنبههم كي يساعد زملاءه المتعثرين في حل مسائل الامتحان، وتبرر ذلك أن القوي يساعد الضعيف، وأنها بذلك تشجعهم على روح الفريق.
تسعد عبير دائما بالنتيجة النهائية التي تباهي بها زميلاتها وزملائها، ففصلها هو صاحب المعدلات الأعلى في المدرسة.

(6)    حامد المدرب

حامد مدرب محترف للتنمية البشرية، يدرب في عقود للشركات، يذهب في موعده، وكثيرا ما يجد أن موظفي الشركة ليسوا مهتمين بالتدريب الذي يقدمه، لأنه مفروض عليهم من الإدارة، ولكنه يكمل في إلقاء التدريب، ويعتمد شهادات الحضور للكل، بالرغم من عدم متابعة أغلب الحاضرين له، وزوغان بعضهم أحيانا، وذلك كي لا تؤذيهم إدارة الشركة، وعندما يسأله مسئول التدريب في الشركة يقول: "كله تمام يا فندم" ويكون ذلك في مقابل أن يمدحه الحاضرون في تقييمهم النهائي له، كي يكمل في عقوده مع هذه الشركة، ولا يتم حذفه من قائمة المدربين.

(7)    ياسر القاضي

ياسر مستشار في القضاة، يرفض تماما أن يتلقى رشاوي أو أن يحكم بغير العدل في قضاياه، وبالرغم من ذلك فهو قد يرفض بعض القضايا ويحيلها لمحاكم أو قضاة آخرين لرجال دولة قدموا له خدمات خاصة، كتعيين خاص لأحد أبناءه، أو تيسير شراء أرض من الدولة بسعر مميز، وكذلك فهو في محيطه الخاص، جار سوء، يتكبر على جيرانه، ويستغل منصبه في التعالي عليهم، فلا يصافحهم، ولا يودهم، ولا يؤدي حقوقهم كجيران، وفي ذلك وجهة نظره أنه أعلى مقاما منهم لطبيعة منصبه، وعلاقاته الاجتماعية.

ما حكيته من قصص من الممكن أن يكون أبطالها شخصيات حولنا نعرفهم، قد يكونون جيراننا، أو أصحابنا، أو زملائنا في العمل، أو أقاربنا، هم أناس حولنا لا تمنع أفعالهم هذه أن يكون أحدهم قد أنفق على بناء مسجد، وإعماره، والصرف عليه وعلى أئمته لإقامة شعيرة الصلاة، أو غيره، ولا يمنع أيضا أن يكون الآخر يحافظ على المظهر الديني، ويكثر من الألفاظ الإسلامية، وحريص على الشعائر، والنوافل، أو غيره، ولا يمنع أيضا أن تكون هي محافظة على السمت الديني لأسرتها وأبنائها، أو غيره.

ليس المعيار هنا المظاهر، وحق الله عند العباد هو ما يغفره الله للناس، وليس ما بين العباد والعباد...  

فأشرف قد لا يعلم أن في الآخرة سيأتيه كل من أصابه السرطان جراء الأكل عنده ليمسك بتلابيبه ليأخذ من حسناته ويقتص منه، وليس لله أن يغفر ذلك له، ولكن يقضي بينهما بعدله.

وهشام لا يعلم تبرؤ الرسول صلى الله عليه وسلم منه لأنه غش الناس، وأكل السحت من ماله، وأعطى من لا يستحق ما لا يملك، مثله كمثل من يغش في الامتحان صغيرا، وربما كانت مدرسته والتي علمته مثل عبير المعلمة التي أخرجت أجيالا يخلطون فهم العمل الجاد والاندماج في الفريق مع الغش وسرقة مجهود الغير، والذين بدورهم سيختصمونها يوم القيامة لأنها هي من علمتهم فعل ذلك، وربتهم على هذه الأخلاق فهما وممارسة.

وسيد سيقف يوم القيامة أمام الله وهو عنه معرض لأنه قد أكل أموال الناس بالباطل.

أما أسماء فسيأتيها المرضى ليسألوها لم لم تصارحينا؟ لم قتلتينا؟ ولم لم تشركينا في اختيار مصيرنا؟ لربما كان هناك من يستطيع دعمنا والأخذ بيدنا للعلاج، لربما رزقنا الله الصبر على الابتلاء، ورزقنا من حيث لا نحتسب، من أنت كي تحددي طريقة موتنا لتعتبريها رحيمة؟

وحامد لا يدري أن الموظفين سيملئون سيرتهم الذاتية بشهادة الحضور تلك، وقد تكون سببا في ترقيتهم، وتأهلهم لوظيفة ما، وهم لا يستطيعون القيام بما منحه فهما وتطبيقا، وسيختصمه صاحب العمل الجديد أو القديم، لأنه اعتمد من لا يستحق، وهناك من يستحق مكانه.

أما ياسر فلا يعلم كيف أن بسبب كبرياؤه الذي ينازع فيه الله، الذي قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم في حديثه القدسي “الكبرياء ردائي والعظمة إزاري”، ولذلك سيحشر يوم القيامة كمثل الذر يغشاه الذل من كل مكان، وأن مصيره هو النار، بغض النظر عن اجتهاده في العدل في الدنيا.

وقد بلغنا الله عز وجل أنه أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وفسرها رسولنا صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وفي وصفه صلى الله عليه وسلم "كان خلقه القرآن" فأصل الرسالة والوحي تعليم الناس أصول الأخلاق والقيم والمبادئ علما وفهما وممارسة وتطبيقا.

نسأل الله العظيم أن يهدينا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو.‎

أولويات العمل الآن – كتبه: عمرو كميل

خمس جهات لم يوليها د. مرسي اهتمامه الكامل سيقومون بالقضاء عليه وعلى الجماعة إن لم يستفيق..

1. إعلام كاذب.. ودوره فيه تنشيط قنوات إعلامية حرة صادقة وتنظيف الإعلام الحكومي وإعادة هيكلته..

2. أجهزة المعلومات (مخابرات عامة – مخابرات حربية – أمن دولة).. ودوره فيها تنظيف كامل وإعادة هيكلة وتوجيه بوصلتها لأمن مصر وتقدمها داخليا وخارجيا قبل أي شيء آخر..

3. داخلية فاسدة.. ودوره فيها إعادة هيكلة وتنظيف مباشر..

4. قضاء غير مستقل.. ودوره فيه دعم استقلاله وإطلاق أيدي الشرفاء منه لتنظيفه..

5. جيش مهلهل.. ودوره فيه تنظيف مباشر..

ثم يأتي من بعد هذا عمل كثير جدا…

أولا: حكومة قوية شجاعة متخصصة أمينة..

ثانيا: محافظين شجعان متخصصين أمناء..

ثالثا: خطة بناء بوقت زمني واضح على جميع المستويات..
وتكون الأولوية فيها للزراعة والصناعة والتعليم والصحة والنقل والجيش والبحث العلمي..

وكل ما سبق يقويه فيه ويعجل بنجاحه أمران:

الأول: الشفافية المطلقة على جميع المستويات وإعلان كل ما لا يضر الأمن القومي إعلانه على الشعب بصدق..

ثانيا: ضم صفوف المعارضة وقياداتها إلى جواره والتجمع على هدف واحد وهو بناء مصر.. والاجتماع بقيادات المعارضة على الملأ وإتخاذ قررات مشتركة لمصلحة الوطن..
فيظهر من يعمل لمصلحة مصر بحق ويظهر من يحترف الصراخ والعويل ولا يعمل ولا يهمه إلا فشل خصومه..

تحدثت عن خطوات د. مرسي التي آملها وسأتحدث لاحقا عما يجب على المعارضة قيادات وتنظيمات وما يتوجب علينا أفراد الشعب فعله..

والآن سأتحدث عن جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة..

سأسرد هنا بعض النقاط التي أراها تساعد بشدة خصوم الجماعة على تخوينها ومعاداتها.. وتدفع محبي الجماعة والمحايدين على كرهها والشك في نواياياها..

1. الخطاب المستفز التخويني التفريقي لبعض قيادات الجماعة/الحزب من حين لآخر.

2. دفاع بعض أفراد الجماعة/الحزب المستمر المستميت عن جميع أفعال قياداتها حزبا وجماعة ورئاسة ووزارة ومحافظين.. دون سماع وتقدير لوجهة نظر الآخر أو الاعتراف بالأخطاء حين تحدث.. وبالمناسبة هي كثيرة!!

3. إعلام الحزب/الجماعة الذي ثبت عليه التضليل أكثر من مرة سواء موقع الانترنت أو الفيس بوك أو الجريدة أو التلفزيون.. والذي يتحدث بصيغات قديمة تحمل التخوين لكل من هو مخالف..
وهذا مع كونهم لا يرتقون لمستوى الإعلام الراقي الذي يجتذب الجمهور ويتسم بالحيادية.. وبالمناسبة فهو غير موجود على الساحة مطلقا إلا من بعض شرفاء الوطن المنفردين..

4. الحديث عن الحزب والجماعة على أنهما كيانان منفصلان، وهو الشيء الذي يحمل استهزاء بعقول الناس.. ويجعل الأمر أشبه بتمثيلية كلنا عايشنها ومصدقينها!!

ولا يمنع كل ما سبق من وجود الكثير جدا من الأفراد المحترمين الموقرين شبابا وكبارا في داخل الجماعة والحزب.. والذين نختلف معهم تارة ونتفق معهم أخرى ونكن لهم كل الاحترام والتبجيل..

مطلوب من المعارضة التي تبحث عن مصلحة مصر بحق الآتي:

1. المراقبة والمحاسبة المستمرة للحكومة والبرلمان (عند انتخابه) والقضاء ولجنة الدستور.

2. تفعيل منظمات المجتمع المدني القادرة على البناء والقادرة على تقييد إمكانات الحكومة في التحكم في الدولة كليا.. مثل منظمات مراقبة جودة التعليم والصحة وحقوق الانسان والكنيسة والأزهر والإعلام … وغيرها.

3. تنظيم حملات توعية أخلاقية ونشر ثقافة العمل المتقن والتضحية والصبر.

4. تقديم اقتراحات عقلانية لمؤسسة الرئاسة والوزارات لبناء الدولة والتقدم بها.

 

على أفراد الشعب المصري الآتي:
1. إعمال العقل السليم والفطرة السليمة في كل ما يحدث حولهم وفي كل ما تصل إيه حواسهم.. والتوقف عن سياسة القطيع التي تصدق ما ما تشعر فيه بالأمان حقا كان أو باطل.

2. المبادرة والسعي والعمل المتقن والتضحية.. فالوطن يقوم على أكتاف أبناؤه وليس على أكتاف حكومته.

3. المراقبة المستمرة والمحاسبة للحكومة والبرلمان (عند انتخابه) والتأسي

سية والقضاء والمعراضة والإعلام.

4. ترشدي الاستهلاك بجميع أشكاله والعمل على تقوية الوطن.

5. التوقف تماما عن سياسة الولولة وبدء العمل على الأرض وكل يبدأ بنفسه..

والله أعلى وأعلم..